روبورتاج : مدرسة الرماة البحريين بجيجل

  • admin

  • النشأة والمهام :
    هي مؤسسة تكوين تابعة للقوات البحرية ، تقع بالواجهة البحرية الشرقية لمدينة جيجل ، أنشئت في 29 أكتوبر 1994 على أنقاض المدرسة التقنية للبحرية الوطنية ، توفر تكوينا في اختصاصي رامي بحري وغطاس .
    تضطلع المدرسة بتكوين ضباط صفـ ، رتباء وجنود حيث تضمن تكوين متربصين لنيل الأهلية المهنية العسكرية درجة أولى وثانية ، كما تضمن تكوين ضباط الصف لنيل الشهادة المهنية العسكرية درجة ثانية لمدة 18 شهرا في إحدى تخصصات المدرسة ، بالإضافة إلى تكوين ضباط في دورة الإتقان ، من خلال تربص يدوم 6 أشهر .
    ولايقتصر التكوين الذي توفره المدرسة على أفراد القوات البحرية بل يشمل أيضا من القوات والمصالح الأخرى .
    تتيح المدرسة للفرد الذي يلتحق بها حديثا تعلم المبادئ الأساسية للحياة العسكرية ، حيث ما سرعان ما يكتسب قوة التحمل والإصرار على المقاومة وروح التحدي من خلال المداومة على التدريب القتالي المستمر والذي يهدف إلى الرفع من قدراته القتالية واختبار مدى جهازيته لمواجهة الصعاب.كما يتلقى الطالب دروسا نظرية يترجمها فيها بعد إلى أعمال تطبيقية .
    في حديثه عن طبيعة التكوين الذي يتلقاه الطالب بالمدرسة يقول مدير التعليم المقدم ب.م " يتلقى الطالب في مرحلة أولى تدريبا عسكريا شاملا يتمكن من خلاله من التأقلم مع الحياة العسكرية على آن تتيح له المواد التي يتلقها في مرحلة ثانية التعرف تدريجيا على خصوصيات العمل في البحر والتعامل مع المصاعب التي يفرضها والتي عليها على نحو يجله قادرا على تجاوزها والتعامل مع البحر في كل الظروف ".
    وإيمانا منها بأهمية التكوين كعامل أساسي في تحضير الأفراد , تحرص قيادة المدرسة على تنفيذ برنامج تكويني ثري يجمع بين المعارف النظرية والتمارين التطبيقية, سعيا إلى تأهيل الأفراد لأداء مهامهم بفعالية ونجاح في وحداتهم القتالية .
    يلقن الطالب في اختصاص رامي بحري معارف من خلال التدريبات المختلفة تؤهله للقيام بعدة أعمال على غرار , حماية المنشآت الاقتصادية الساحلية القواعد البحرية والموانئ والقيام بعمليات الاستطلاع البرمائي وكشف وصد الاستطلاعات المعادية , تعد التمارين التطبيقية التي تجرى في قاعات دراسية متخصصة وفي عرض البحر فرصة لاختبار ردود الأفعال ومدى جاهزيتهم القتالية .
    تقنية حديثة :
    لعل أهم ما يلفت إنتباه الزائر للمدرسة هو ذالك التدريب الي يتلقاه الطلبة على أسطح السفن , يدخل ذلك ضمن عمليات المنع البحري , وهي طريقة تمكن من تحييد السفن المشبوهة والسيطرة عليها ,يذكر أن التقنية المذكورة تم استعراضها خلال حفل تخرج الدفعات الجديدة من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال حيث قدمت تمارين بيانية تتعلق بكيفية إقتحام سفينة مشبوهة والاقتراب منها ومساءلة الأفراد المتواجدين على متنها طبقا للقوانين المعمول بها .
    يقع على عاتق أفراد الوات البحرية تأدية مهام قد تكون في أغلب الأحيان مليئة بالمصاعب محفوفة بالمخاطر , سواء تعلق الأمر بالمهام العسكرية الخاصة المتعلقة بحماية السواحل الوطنية والدفاع عن المجال البحري أول المشاركة في عمليات البحث و الإنقاذ وهي المهام التي يقوم بها الغطاسون .
    الغطس والأشغال تحت المائية :
    مثلما سبق ذكره , تتفرع مهام الغطاسين إلى عدة أعمال أهمها ما يتعلق بالمهام العسكرية مثل حماية الموانئ والمنشآت البحرية تأمين السواحل الوطنية أو المهام التي تتعلق بالخدمة العمومية , كعمليات البحث والإنقاذ وحماية الثروات البحرية . فضلا عن ضرورة تمتعه بلياقة بدنية جيدة , يتم إثباتها بعد إجراء فحص طبي على مستوى مركز الخبرة الطبية للمستخدمين الملاحين وكذا فحص مكمل على مستوى شعبة الغطس بالقاعدة البحرية بجيجل في غرفة الضغط المنخفض يتم إنتقاء الغطاسين تبعا لرغبتهم وميولهم إذ من الأهمية بمكان أن يبدي ميولا لهذه المهنة الشيقة والخطيرة في الآن نفسه . يوجه الطلبة مباشرة بعد انتهاء من عملية الانتقاء إلى ثلاث تخصصات : غطاس حر ,وغطاس مزيل للألغام والأشغال تحت المائية .
    بالنظر إلى خصوصية المهام العسكرية التي تقع على عاتق الغطاس من الضروري أن يكون على درجة عالية من التدريب القتالي والكفاءة العماليتاية . فتأمين الميناء مثلا يتطلب يقظة دائمة ودوريات متواصلة للغطاسين حيث يتم تدخلهم في خالة تسجيل أي تحرك مشبوه كإكتشاف غطاسين مجهولين قرب الميناء ,تقدم للغطاس في البداية دروس نظرية تتضمن تعريف شامل للغطس ومهام الغطاس وكذا العتاد المستعمل ولأن الخطأ غير مسموح به في مثل هذه المهن , وقد يكلف الغطاس حياته يحرص المشرفون على التكوين على تلقين الطلبة احتياطات الأمن الضرورية التي ينبغي أن ينفذها قبل الشروع في عملية الغطس . كما يكون الطالب فكرة على مختلف الحوادث التي قد يتعرض لها حتى يتجنبها قدر الإمكان .بخصوص طبيعة التكوين الملقن للطالب خلال هذه المرحلة أنه من الأهمية بما كان تعويد الطالب على أجواء الغطس والظروف المحيطة به حيث يتم ذلك تدريجيا بما في ذلك ارتداء بدلة الغطس والزعانف والنظارات ووضع الأنبوب ومن الطبيعي أن يصادف الطالب بعض الصعوبات في البداية لكن سرعان ماتتلاشى مع مرور الوقت منا خلال الممارسة أثناء التدريب ثم يزود الطالب بأجهزة الغطس على أن يكون في كل مرحلة مرفوقا بمدرب وحينما يتم التحكم في الأجهزة يتدرب الطالبة على شكل زوجين تحت أنظار المدرب ومدير الغطس الذي يشرف على العملية برمتها . تجرى هذه التدريبات على مستوى شعبة الغطس المتواجدة بالقاعدة البحرية بجيجل . يتم تكوين الطالب في تخصص الغطاس الحر في مدة 6 أشهر ,يؤهل خلالها للغطس في الهواء فقط للقيام بمهام عديدة منها المشاركة في الدفاع عن المجال البحري والموانئ وتفتيش السفن والبواخر . أما غطاس مزيل الألغام فيخضع لتكوين على مدى 9 أشهر يؤهل على إثره للتعامل مع الألغام البحرية , حيث يتعرف على الألغام باختلاف أنواعها بدء بالألغام البرية ثم البحرية . وتعد الأشغال تحت المائية اختصاصا مهما حيث يكون الطالب على مرحلتين أولى يتعلم طريقة الغطس بالهواء على أن ينتقل في مرحلة الثانية إلى الغطس باستعمال الاخلطة المتكونة من مزيج من المواد باستعمال جهاز خاص يسمح له بقضاء وقت أكبر تحت الماء , والتمكن بالتالي من القيام بأشغال عدة منها فتح قنوات بحرية في خالة وجود موانع تعيق الملاحة البحرية والتدخل في البحث والإنقاذ البحري وغيرها من الأعمال . والاخلطة المستعملة لهذا الجهاز هي أخلطة النيتروكس , مكونة من الأزوت والأوكسجين بنسب مئوية مختلفة . تقدر النسبة الأولى ب 30 بالمائة أوكسجين و 70 بالمائة أزوت وتستعمل للغوص في أعماق لا تتعدى 25 مترا أما النسبة الثانية فتقدر ب 40 بالمائة أوكسجين و 60 بالمائة أزوت وتخصص للغطس في أعماق تصل إلى 45 مترا , أما النسبة الثالثة فتقدر بـ 60 المائة أوكسجين و 40 بالمائة أزوت مخصصة للغطس إلى أعماق تصل إلى 55 مترا كأقصى حد لهذا الجهاز .ويشير الرائد ب. السعيد رئيس فرع الغطس إلى أن "الأشغال تحت المائية تتم في الأعماق باستعمال عتاد خاص تحت مائي يمنح الغواص القدرة على فتح ورشة تحت سطح وتختلف الأشغال حسب طبيعة المهام , فهناك بعض الأعمال تتطلب م الغطاس استعمال قارورة الهواء العادي على أنه ينفذ أغلب الأعمال باستعمال جهاز الغطس بالأخلطة و وهذا لقضاء أكبر وقت ممكن تحت الماء "
    مع العلم أن الطالب يستهل تكوينه بتعلم الأسس الصحيحة للتقطيع والتلحيم تحت المائي وكذا تسيير ورشة عمل تحت الماء في مختلف الظروف .
    إذ يتعلم كيفية التعامل مع قوس التلحيم ويتم ذلك على الأرض باستعمال جهاز التلحيم العادي وعند التحكم به ينتقل إلى قوس التقطيع والتلحيم به ينتقل إلى قوس التقطيع والتلحيم تحت المائي باستعمال قارورة الأكسجين وهو مايتيح للفرد حسب محدثينا الإلمام بكيفية التعامل مع أي طارئ قد يحدث في البحر كأن تتعرض سفينة لعطب يستدعي التدخل باستعمال التقطيع والتلحيم ومن ثم تمكينها من الوصول إلى المياء حيث يلجأ إلى التقطيع في حالة وجود عوائق حديدية وإلى التفجير في حالة وجود عوائق صخرية .
    بالنظر إلى الظروف التي تحيط بالغطاس من ضغط وتيارات بحرية وغيرها من الضروري أن يحسن كيفية الحفاظ على التوازن والاستقرار تحت الماء وهو ما يتم التدرب عليه طيلة فترة التكوين .
    توضع علامات على الورشات الخاصة بالأشغال تحت المائية والتي يديرها مدير ورشة , وتجهز بعوامات لحماية الغطاسين وقارب مطاطي وعوامات للدلالة والتخاطب مع الغطاسين فيما بينهم , ولتوضيح أهمية الإجراءات الأمنية التي تتخذ قبل الشروع في تنفيذ الأشغال يقول الضابط مشرف على التكوين في هذا الاختصاص "عند انطلاق أي ورشة يجب تشغيل جهاز التلحيم المتواجد بالسطح وبمجرد استعداد الغطاس للبدء في العمل تحت الماء ينتم إعطاء الإشارة لمدير الورشة في السطح لتشغيل الجهاز وكذالك الأمر عند الانتهاء من الأشغال " . وبشهادة الأفراد الممارسين لهذه المهنة فإن الخطأ في تنفيذ بعض المهام الدقيقة للأشغال تحت المائية غير مسموح به أبدا , إذ قد يكلف الغطاس حياته وبالتالي من الضروري أن يضع في حسبانه عامل الوقت يقدره جيدا بحيث لا يتجاوز المدة المخصصة للمهمة بأي حال من الأحوال , دون إغفال استعمال البوصلة التي تعد ضرورية للتنقل في الأعماق . ومن بين أهم المواد التي تلقن للغطاس الذي يقوم بأشغال تحت مائية , مادة التصوير تحت المائي باستعمال كاميرا مائية خاصة . بهذا الخصوص يقول رئيس فرع الغطس بالمدرسة "يتدرب الطلبة على نوعيين من الكاميرات إحداها ذاتية الاستعمال يمكن أن تصل إلى أعماق تقدر بــ 200 متر وتمكن من القيام بمهام البحث, والأخرى تحمل من قبل الغطاس ويمكن أن تصل إلى عمق 100 متر ".
    ولأن طبيعة عمل الرامي البحري و الغطاس تستدعي تمتعهما بلياقة بدنية جيدة , تولي المدرسة أهمية بالغة للتحضير البدني للمقاتل حيث يحتل نسبة معتبرة من الحيز الزمني المخصص للتكوين . فبالإضافة للرياضات البحرية مثل السباحة والألواح الشراعة يمارس الطلبة العديد من الاختصاصات الرياضية العسكرية مثل الثلاثي والخماسي العسكريين . وفضلا من الوسائل التي تملكها المدرسة من ملاعب لكرة القدم واليد والسلة , فقد وزدت بمسبح نصف أولمبي يستغل لتكوين الغطاسين والتحضير البدني لفرقنا الرياضية تحسبا للمشاركة في مختلف التظاهرات الرياضية . عموما فإن الموقع التي تتواجد به المدرسة يساعد على ممارسة الأنشطة الرياضية التي من شأنها تنمية القدرات البدنية للقاتل .